مدينة بغداد المدورة

 

خارطة تفصيلية مميزة لمدينة بغداد المدورة 

بناها الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور بين عاميّ 762 و764 م، واتخذها عاصمةً للدولة العباسية، وكان التصميم الدائري للمدينة مبتكَرًا في ذلك الوقت، حيث ذكر الخطيب البغدادي أنه «

لا توجد مدينة أخرى في العالم دائرية الشكل ».

 

يمتد الشكل الدائري للمدينة على مساحة ستة كيلومترات ونصف تقريبًا، وتميزه الجدران القرميدية الضخمة التي ترتفع على ضفاف نهر دجلة، وتحتوي المدينة على أربعة أبواب متساوية في البُعد عن بعضها، وتمر فيها طُرق تؤدي إلى وسط المدينة :

 (١) بوابة الكوفة في الجنوب الغربي،

 و(٢) بوابة البصرة في الجنوب الشرقي وتؤدي إلى قناة «سارات» المائية، التي شكلت جزءًا أساسيًّا من شبكة المياه، إذ تسحب المياه من الفرات إلى دجلة، أما

 (٣) بوابة الشام في الشمال الغربي، فتؤدي إلى طريق الأنبار نحو الشام،

 (٤) بوابة خراسان وتقع في  الشمال الشرقي وكانت تسمى (بوابة الدولة) حيث يستقبل منها الخليفة زواره في قاعة الاستقبال الضخمة، وتؤدي إلى جسر من القوارب في نهر دجلة.

 

حيث استعمل السكان جسورًا عائمة تتألف من قوارب مربوطة ومثبتة إلى الضفتين، واعتُبرت تلك الجسور بصمة خلابة من بصمات بغداد.

 

على قمة البوابات الأربعة شُيِّدت نقاط حراسة لتأمين رؤية المدينة من الداخل، وكشف بساتين النخيل المتشابكة خارجها، والسهول الخضراء التي زينت مياه نهر دجلة.

 

الطرق الأربعة التي توصل إلى وسط المدينة من البوابات الخارجية، زُيِّنت بالممرات المقنطرة التي ضمت المتاجر والأسواق، وتفرعت من هذه الطرق ممرات تؤدي إلى سلسلة من الساحات والمنازل، وكانت المساحة بين الجدار الرئيسي والجدار الداخلي تناسب رغبة المنصور في إبقاء قلب المدينة منطقةً ملكية.

 

يتشكل قلب مدينة بغداد من منطقة مُسيَّجة ضخمة يصل قطرها إلى نحو ألفي متر، تضم في منتصفها المنطقة الملكية، وخُصصت الهوامش الخارجية لقصور أبناء الخليفة ومنازل الموظفين في البلاط والخدم، وثكنات الخيالة من الحرس، إضافة إلى المكاتب الحكومية الأخرى.

 

خلا الوسط إلا من أجمل مبنيين في المدينة: الجامع الكبير، وقصر البوابة الذهبية للخليفة.

 

أُطلق عليها في القديم اسم الزوراء، ومدينة السلام، وكانت ذات يوم عاصمة الدنيا؛ حيث أصبحت بعد فترة وجيزة قبلة العلم والثقافة والأدب، وبوصلة الحضارة العالمية .

 

وصلت مدينة بغداد لذروتها في عصر الخليفة العباسي الخامس هارون الرشيد وارتبطت باسمه في روايات ألف ليلة وليلة ذات الشهرة العالمية، حيث باتت عاصمة العالم القديم.